ارتفاع أعداد ضحايا حادث الدويقة إلى 32 جثة و48 مصابا على الاقل

ارتفاع أعداد ضحايا حادث الدويقة إلى 32 جثة و48 مصابا على الاقل

نجح رجال الدفاع المدني فى إنتشال جثتين جديدتين من تحت أنقاض المنازل المنهارة بمنطقة الدويقة إثر الإنهيار الصخرى الذى وقع السبت على مجموعة من المنازل بالمنطقة.

وبدأت المعدات المتوسطة والأوناش الخفيفة فى تفتيت وإزالة الكتل الصخرية الموجودة بمنطقة الحادث لمساعدة قوات الحماية المدنية التابعة للقوات المسلحة المصرية، على استكمال عملهم في البحث عن مزيد من الضحايا تحت الأنقاض وذلك بعد تعذر دخول الأوناش والرافعات العملاقة التى يتطلب دخولها هدم مجموعة من المنازل لافساح الطريق أمامها.

وكشفت الاحصائيات الرسمية للنيابة العامة فى الحادث أن عدد المتوفين من جراء الحادث بلغ 31 شخصا، حيث قام مفتشو الصحة على الفور بالتصريح بدفن جثثهم في ضوء القرارات الصادرة من النيابة العامة بهذا الشأن بعد معاينة هذه الجثث.

وأوضحت الاحصائيات أن عدد المصابين من آثار الحادث ارتفع ليصل إلى 79 شخصا، حيث قام أعضاء النيابة باستجواب من سمحت حالتهم الصحية بالادلاء بأقوالهم حول ظروف وملابسات إصاباتهم.

وأمر المحامى العام لنيابات غرب القاهرة المستشار عمرو قنديل بالاستعلام من حى منشأة ناصر عما إذا كانت العقارات محل الحادث قد صدرت بشأنها قرارات بالترخيص بالبناء من عدمه، وطلبت التحرى عن ملاك تلك العقارات وعما إذا كانت قد صدرت قرارات إزالة إدارية للمساكن واعداد تقرير بذلك.

كما طلبت النيابة من سلطات الأمن بسرعة إجراء تحرياتها حول الواقعة وكذلك التقارير الطبية الخاصة بالمصابين.

ويتابع المستشار عبد المجيد محمود النائب العام أولا بأول نتائج التحقيقات التى يقوم بها فريق من المحققين يضم 10 أعضاء من النيابة العامة يقوم بعضهم بعمليات معاينة موقع الحادث، ويقوم اخرون باجراء التحقيقات بشأن الحادث إلى جانب من انتقلوا إلى المستشفيات للاستماع إلى أقوال المصابين.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن أصحاب المنازل رفضوا فكرة الهدم قبل أن يتسلموا فعليا شققا بديلة، فيما وقعت مصادمات بين رجال الشرطة وأهالي الدويقة، غداة إنهيار كتل صخرية على عشرات من منازل هذا الحي العشوائي الواقع على سفح جبل المقطم بالقاهرة ما ادى إلى مقتل 31 شخصا على الاقل من سكانه.

وأشار مسئول في أجهزة الأمن طالبا عدم ذكر أسمه "قام الاهالي برشق رجال الشرطة بالحجارة وتوجيه السباب للمسؤولين عن الامن"مضيفا "انهم في حالة غضب شديد لاعتقادهم ان اجهزة الانقاذ تعمل ببطء وبلا كفاءة".

وعمل رجال الانقاذ وسكان الحي طوال الليل وبايديهم غالبا على رفع كتل الحجارة بحثا عن ناجين.

وأشارت بعض شبكات التلفزيون إلى أن نحو 500 لا يزالون تحت الانقاض اثر انفصال كتلة صخرية بارتفاع 15 مترا وعرض 60 مترا عن هضبة المقطم.

ووقع الحادث في الوقت الذي كان فيه معظم السكان ما زالوا نائمين لا سيما في هذه الايام الاولى من شهر رمضان.

ومن جانبه طلب الرئيس المصري محمد حسني مبارك من الحكومة إعداد أماكن لايواء الذين فقدوا منازلهم وصرف تعويضات لاسر الضحايا.

كما أعلن رئيس الوزراء احمد نظيف عقب اجتماع عاجل مساء السبت ان الحكومة ستبحث وضع كل الاحياء العشوائية في البلاد.

ونسب بعض الاهالي سبب الكارثة الى اعمال بناء بدأت منذ اسابيع على هضبة المقطم مؤكدين انهم حذروا السلطات من مخاطرها.

وقال محمد السيد (80 عاما) "قالوا لنا انهم سيخلون الحي كله لانشاء منطقة صناعية. فرحنا بذلك لكنهم لم يفعلوا شيئا".

من جانبه قال عبد اللطيف حسام وهو سائق في الثانية والاربعين نجا منزله من الحادث "حدثت انهيارات قبل ذلك بالفعل تسببت في اصابات طفيفة".

ويؤكد الاهالي انهم تقدموا بشكاوى عدة الى السلطات المحلية يبلغونهم فيها انهم في خطر ويطالبون بتسليمهم مساكن في منطقة الدويقة المجاورة الواقعة في اعلى جبل المقطم ولكنهم لم يجدوا اي استجابة وتم تجاهل شكاواهم.

وقال كرم سيد عبد القادر محمد (47 سنة) وهو موظف يقطن في نفس المنطقة "منذ ثلاثة اشهر سقطت اجزاء من الجبل وذهبنا الى الحي وتقدمنا بشكاوى ولم يفعلوا اي شيء".

وقال جمال بدر وهو ساكن اخر من الحي "منذ عامين حذرنا السلطات وقلنا ان الجبل سيقع فوق رؤوسنا ولا من مجيب واليوم وقعت الكارثة"، وأفاد شهود عيان بأن المنازل التي خصصت لايواء سكانه تم بيعها، مؤكدا أن وزارة الداخلية في بيان انه كان من المقرر اخلاء الحي خلال شهر.

وذكر اخر بيان صدر عن وزارة الصحة والسكان الأحد أن اجمالى المصابين الذين خرجوا من المستشفيات بعد الإطمئنان على حالتهم الصحية وعمل الإسعافات الازمة لهم بلغ 29 مصابا وان عدد الحالات المحجوزة حاليا بالمستشفيات هى 19حالة فقط تحت العلاج.

وأوضح البيان أن عدد الحالات المحجوزة حاليا بمستشفى الحسين الجامعى 9 حالات وخروج 14 حالة ومستشفى الزهراء 10 حالات وخروج 7 حالات وخرجت جميع الحالات من مستشفى البنك الأهلى وعددها 6 حالات ومستشفى القاهرة الجديدة وعددها حالتين .

وأشار البيان إلى أن عدد الجثث المتبقية بعد تسليم الجثث إلى ذويهم 12 جثة هم 4 بمستشفى الزهراء الجامعى و8 جثث بمشرحة زينهم .

وأضاف البيان أن حالات المصابين كانت ما بين اشتباه كسور واشتباه نزيف داخلى إلى خدوش وكدمات متفرقة .. مشيرا إلى أن جهود البحث والإنقاذ لاتزال مستمرة .

ومازال وزير الصحة والسكان الدكتور حاتم الجبلى يتابع حالة المصابين فى الحادث للتاكد من توافر كافة وسائل الرعاية الطبية الازمة لهم وتوفير كافة احتياجاتهم وذلك حتى اتمام شفائهم وخروجهم جميعا من المستشفيات.

وقرر وزير التضامن الاجتماعي الدكتور على المصيلحى صرف مبلغ خمسة آلاف جنيه لأسرة كل متوفى ومبلغ الف جنيه لكل مصاب فى الحادث.

وقال المصيلحي إنه شكل لجنة لتقديم يد العون واعداد الابحاث الاجتماعية اللازمة وتقديم الاحتياجات لضحايا الحادث والتنسيق مع الجهات المعنية لتوحيد الجهود وتلبية كافة إحتياجات الضحايا.

وأضاف أنه أصدر توجيهاته بوضع كافة إمكانيات الوزارة لمساعدة الاسر المضارة والتخفيف من آثار الحادث الاليم وكلف فريق عمل للتواجد وسط الاسر للإنتهاء من إجراءات تقديم الخدمات لهم .

وفي سياق متصل قرر الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم صرف مساعدة عاجلة قدرها 5 آلاف جنيه لكل حالة وفاة من أبناء الفيوم الذين راحوا ضحية سقوط صخرة من جبل المقطم على مساكن الدويقة بمدينة نصر صباح السبت.

وقد شيعت قريه (بنى صالح) بالفيوم فجر الأحد جنازة تسعة من أبنائها حتى الآن ، وتقدم المشيعين المحافظ واللواء محمد السعيد مدير الامن والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.

وصرح السيد الطيب مدير عام الإعلام والعلاقات العامة بالمحافظة بأن معظم الوفيات من أبناء الفيوم الذين كانوا يقيمون مع ذويهم بالمنطقة ويقدر عددهم بأكثر من 20 ضحية.

ومعظم منازل وورش هذا الحي "العشوائي" من طابقين وبعضها من ثلاثة او اربعة طوابق على الاكثر.

وينتشر العديد من الاحياء العشوائية المماثلة على سفح هضبة المقطم الصحراوية على طول الطريق الدائري للعاصمة.

ومن هذه الاحياء حي "الزبالين" واغلبهم من الاقباط الذين يقيمون في هذه المنطقة حيث يقومون ايضا بفرز كل قمامة العاصمة التي تضم نحو 20 مليونا في ظروف قاسية.