في خطوة مضادة لموسكو: الولايات المتحدة تدعم انضمام أوكرانيا للناتو

أيدت الولايات المتحدة الأمريكية طلب أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمالي الأطلسي، بعد يوم واحد فقط على دعم مماثل لجورجيا، في خطوة قد تعمق الخلافات وتزيد التوتر مع روسيا.

فقد التقى نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، الجمعة مع الرئيس الأوكراني المؤيد للغرب، فيكتور يوشتشينكو في العاصمة كييف، في ثالث محطة له خلال جولته التي شملت أيضاً جمهوريتين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، هما جورجيا وأذربيجان.

وجاء اللقاء في اليوم نفسه الذي وصلت فيه واحدة من أهم القطع العسكرية الأمريكية إلى ميناء بوتي في جورجيا، وذلك لتقديم المساعدات الإنسانية.

وتقول روسيا إن الخصائص والمزايا الفنية التي تتمتع بها السفينة الحربية الأمريكية تثير تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي السماح لها بالدخول إلى المنطقة أم لا، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس".

وخلال زيارته، كرر تشيني تصريحه الذي سبق أن أدلى به أثناء زيارته إلى جورجيا، في إشارته إلى التدخل العسكري الروسي في جورجيا الشهر الماضي، والذي قال إنه "يلقي شكوكاً كبيرة" بشأن نوايا موسكو، كما يثير شكوكاً حول مسؤوليته بصفتها شريكاً دولياً.

ونقل تشيني إلى الرئيس يوشتشينكو رسالة من نظيره الأمريكي، جورج بوش، قال فيها: "إن الولايات المتحدة الأمريكية لها مصلحة كبيرة بأمنكم ورخائكم."

وأضاف: "إن من حق أوكرانيا أن تختار الإنضمام إلى حلف الناتو، وللناتو الحق في دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف عندما نصل إلى الاعتقاد بأنكم جاهزون ومستعدون، وأن الوقت مناسب، ولا يحق لأي دولة خارجية أن تعترض على ذلك."

وكانت البارجة الحربية الأمريكية "يو اس اس ماونت ويتني" قد وصلت إلى مرفأ "بوتي" في جورجيا الجمعة، في مهمة وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها "لإيصال الإمدادات الإنسانية

ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية أن البارجة ستقوم أيضاً بتنسيق عمل مجموعة من القطع البحرية التابعة للناتو، الموجودة حالياً في مياه البحر الأسود.

وكانت قطعتان بحريتان أمريكيتان قد وصلتا في وقت سابق إلى مرفأ "باتومي" جنوبي "بوتي" محملتان بـ230 ألف رطل من المساعدات الإنسانية، وفق ما قالته البحرية الأمريكية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها لن ترد عسكرياً على تعزيز الناتو لقواته في البحر الأسود، غير أنها أشارت إلى أنها قد تثير المسألة في الأمم المتحدة، وفقاً لوكالة "إنترفاكس" الروسية.

وسبق لرئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أن صرح بأن موسكو توازن خياراتها إزاء وصول المزيد من القطع البحرية التابعة للناتو إلى البحر الأسود.

وتأتي تصريحات بوتين في أعقاب اتهام الكرملين لـ"سفن حربية أجنبية" بنقل أسلحة إلى جورجيا، أثناء انعقاد القمة الأوروبية الاستثنائية الاثنين لمناقشة عقوبات محتملة ضد موسكو.

وفي تطور آخر، كشف مصدر بوزارة الخارجية الأمريكية الجمعة، أن إدارة الرئيس جورج بوش تدرس سحب اتفاق نووي مدني مع روسيا حول التبادل التجاري النووي، كعقاب على عمليات الأخيرة العسكرية الشهر الفائت ضد جورجيا.

ويمهد الميثاق، المعروف بالاتفاق 123، لفتح مجال التبادل التجاري النووي، بما فيها الخدمات والتكنولوجيا أمام واشنطن وموسكو.

وكانت الحكومتان الأمريكية والروسية قد وافقتا على بنود الاتفاق، الذي ينتظر إقراره من قبل الكونغرس، غير أن المصدر كشف أن بوش قد يجمد الاتفاق ويسحبه من الكونغرس لإعادة النظر فيه.